لم يأت المهدي المبروك وزيرثقافتنا ليحرر و يفتح و يشجع الإبداع بكل أنواعه و إنما ليرفض و يفرض و يغلق و يمنع و يقمع موضحا للجماعة و للجميع أنه من دعاة إرساء نظام أخلاقي رسمي.
وزير ثقافة القهقرى يعتبر أنه ينفرد بأمتلاك الذوق السليم و أن منصبه يملي عليه أن يصبح رهبانا و مدافعا شرسا عليه و أن يجعل من وزارته مركز أخلاق و مدرسة أذواق يأمر فيها بالمعروف و ينهي عن المعروف الآخر.
لذلك قرر وزير سخافتنا أن يغلق حدودنا و خشباتنا و أن يصدها في وجه كل الفنانين العرب و غير العرب عارضا جثته جدارا منيعا ضد هؤلاء الزنادقة.
و لا شك أنه يستعد لأن يجعل من مهرجاناتنا مناسبات تقتصر على عرض خطب الوعض و الإرشاد و محاضرات الأدعياء بما سيوفر للعديد من شبابنا العاطل عن العمل آلاف مواطن الشغل. و مادام سائرا على هذا النهج القويم و لإضفاء المزيد من البهجة و الحيوية على المهرجانات لماذا لا يقيم بها محارقا تحرق فيها كل الآلات الموسيقية و الكتب التي تحيد عن الذوق السليم؟